قصة من قصص المدمنين الذين هداهم الله للصراط المستقيم ، نستقي منها العبرة بتبيان حجم خطورة هذه الآفة التي وقع في شباكها أحد الشباب ويدعى ( م.م) الذي بدأت معاناته مع الإدمان منذ العام 1398 هـ عندما كان عمره 18 سنة تقريباً يقول " كنت شاباً نشيطاً من أسرة طيبة وسمعتها عالية جداً ، وكنت اطمح أن أكون قدوة للشاب الطموح المثابر فقد كان بداخلي طموحات جميلة وآمال كبيرة وكنت مضرب المثل في الأخلاق العالية .
وتشاء الظروف أن تنقلب طموحات ( م.م) رأساً على عقب فقد خدع بمجموعة من شبان كان يظنهم من الشباب الطموح والمخلص المتفوقين في الدراسة على غراره فوقع فريسة أهزئهم ليصبح مدمناً كبيراً على تعاطي المخدرات . بدأ يتعاطى المنشطات ظناً منه أنها تحقق له طموحه وأنها غير ضارة بالجسم واصبح يشعر بنشوة لدى تناولها ولكن سرعان ما أصبحت حالته تسوء وتتغير فتحول إلى ثرثار وشرس جداً وصار يحب الجلوس في الشارع لساعات طويلة ، ويسهر طوال الليل ولا يعود للمنزل إلا بعد صلاة الفجر .
لكن الوالد لم يكن غافلاً عن هذه التصرفات فلاحظ التغيرات المفاجئة في سلوك ابنه الذي كان يعول عليه كطالب ناجح وطموح ، فبدأ يتابع حالته ليعرف ما يدور بداخله لكنه تعب كثيراً من المتابعة والمساءلة فترك الحبل على غاربة .
وازدادت الكميات التي يتعاطاها ( م.م) إضافة إلى التدخين المستمر لدرجة شعوره الدائم بالقلق وعدم الرغبة بالنوم . وكان القرار الأصعب بتركه المدرسة من الصف الخامس ابتدائي واستمر على هذا المنوال ثماني سنوات يشعر بعدم انخراطه في المجتمع حتى تاب الله عليه عن طريق فئة أخرى من الشباب الصالح الذين يخالفون الله . فصاروا يصطحبونه معهم للمسجد ونظموا زيارة لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة فبدأت روحه الخيرة تعود إليه رويداً رويداً وعاد للالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها إلى أن امتنع نهائياً عن تعاطي هذه السموم وهداه الله إلى طريق الصلاح وكلل ( م.م) عودته الحميدة باستلامه وظيفة وبدأ يتقاضى راتباً شهرياً يعيله وأسرته بعدما تزوج ورزق بولد وبنت لكي يقول بحسرة أنه سيبقى نادماً على الثماني سنوات التي ضاعت من حياته وضيعت دراسته ومستقبله " سأضل نادماً على الطريق الخبيث الذي سرت فيه " أتمنى من جميع الشباب الحذر من هذه السموم والوقوع في حبائل شياطينها .